منتديات الأخت المسلمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.




 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ^^^^^^المتسوله^^^^^^

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صديق النورس
مشرف
مشرف
صديق النورس


ذكر
عدد الرسائل : 101
العمر : 34
العمل/الترفيه : ولا شي
المزاج : تمام
منتديات ا : ^^^^^^المتسوله^^^^^^ T7ri10q0hm
تاريخ التسجيل : 19/08/2008

^^^^^^المتسوله^^^^^^ Empty
مُساهمةموضوع: ^^^^^^المتسوله^^^^^^   ^^^^^^المتسوله^^^^^^ I_icon_minitimeالأحد 07 سبتمبر 2008, 4:47 pm

ما فائدة أن نسعد و غيرنا في وحل الشقاء غارق؟
حين أراها,أحس برجفة جسدها العليل الذي أنهكته دوائر الزمن الرديء. امرأة متوسطة العمر جالسة على رصيف بارد فوق قطعة كرتون تحمل عليها علامة جبنة البقرة الضاحكة, فيا لسخرية القدر. تحاول عبثا أن تتملص من سجن ملابسها الرثة التي يطبعها التناقض ولا أدل على ذلك سوى جورباها المختلفان عن بعضهما , الأول يحمل شعار ريال مدريد و الآخر شعار البارصا ...
صوتها تنبعث منه آهات متقطعة , نظراتها موجعة تشعر من خلالها بشبح الألم يجتاح نفسا محطمة تتسكع بين دروب الفقر المدقع بدون أدنى رحمة و لا شفقة .
ربما استجداء للمزيد من العطف , وضعت بين أحضانها طفلا جائعا تجبره على الرضاعة و هو ممسك دون مبالاة ثديا عليه آثار الجفاف والسنين العجاف .
شفتاها تنضحان بكلام خافت لم أسمع منه سوى آيات الشكر و الحمد لخالق الأرض و السماء ...إنها جثة من طين و روح ...
من قال عنك مجسما من دون عواطف ؟
أ فما بال تلك الدموع التائهة تبحث عن مستقر في أفئدة هي لقوة العطف خاضعة ؟
أعلي أن أصادفها دوما ؟



ما ذنبها ...
ما ذنبه ...
أ نسيت أن نظرات الناس الشرسة تلتهم بشراهة تلك المسكينة ؟
و أن خلايا جوارحنا تعاني من مجاعة أنبل شعور سام و هو التضامن ؟
فكيف لنا أن نسأل عن ذاك الطفل غدا و هو لأنواع المخدرات مدمن ؟
فأن يكون مكانك الشارع بدون بطاقة تثبت ذلك , أن تلتهم الأيادي الجشعة ما حصلت عليه بعد جهد جهيد , و أن تكون كالسمكة الصغيرة التي يلتهمها من هم أكبر منها , فهذا هو الظلم بعينه.
ففي الشارع تبنى التناقضات, ترى السعيد و الشقي ...و الكل مدمن على لعبة الحياة ..حليف قدر مجهول ...فأن تتبنى حلما و تتمنى ألا تجهضه الأيام القادمة لتردد دوما يا رب ...فهذا هو الغرق في التيه الأزلي ...
أيام متتالية مرت تغير فيها كل ما يمكن تغييره , لكن هي ..بنفس الملامح التي بدأت التعاسة تنهش براءتها. أحيانا أشبع فضولي الغريزي لأبقى رهينة نافذة شرفة بيتنا , كأني وددت دوما أن أراها و أن أجعل من شرودي طلقة حبر عفيفة , فهل كان انزوائها في ذاك الركن قضاءا و قدرا ؟ و لماذا هي بالذات دون غيرها ؟
إنها الدنيا و ما أدراك ما الدنيا , رهان صعب و يا لحظ من خرج منها فائزا دون أن يخسر أي شيء .
. ...ان في أنفسنا الرقيقة شظايا أحاسيس ملتهبة تتناغم مع ما قد علمنا إياه ديننا الحنيف بأن نشفق على من هم أضعف منا..و أن نرحم من في الأرض ليرحمنا من في السماء .
..لكن يد واحد لا تصفق ..
ما فائدة أن نصرخ للعالم قاطبة أننا نحارب الفقر ؟



ادعاء كاذب هذا أم اعتراف ساخن ؟
لا هذا و لا ذاك ...
إنها اللا مبالاة ...
إنه النسيان ...
إنها الدفاتر السوداء التي وقعنا أسفلها كالعميان ...
فما أغبى أن نسير و نغفل نداء الضمير ...
تحكم بمشاعرك كيفما شئت أيها الإنسان...اشفق مثلي على سيدة قاربت حياتها استقبال الخمسين عاما
تخيل نفسك يوما أنك سألتها عن خلاصة حياتها الغابرة لتجيبك بحسرة : تجري الرياح بما لا تشتهي السفـــــــــــــــــن
ما بال هذه الرياح عاصفة قوية دمرت إيمان امرأة صراعها مع الألم لن ينتهي ؟
و ما بها هذه السفن تتضرع بسهولة لتهديدات ريح عاتية ؟
تعتريني رعشة مفاجئة كلما تفقدت أحوالها... سأغلق نافذة الشرفة ...سأركض و أركض لأتعثر و أسقط ,أعاود النهوض من جديد و الخوف يبعث في قلبي كوابيس مزعجة . سأدخل غرفتي و أغلق الباب بالمفتاح و المزلاج ...سأسدل الستائر السميكة التي تغطي النوافذ و أقتحم بعنف سريري لأدك رأسي بين ثنايا وسادتي ...
صرخات أنفاسي تعلو...إنه الخوف من مصير مجهول .. و كأن القدر المحتوم لن يتملص من الجدران الباردة ليحتك بأحلامي المستحيلة .
أ علي أن أسمع توسلاتها التي لا تمل من تكرارها ؟
أ هذا كل حظها من هذه الدنيا الفانية ؟ الجوع و المرض والإهانة ؟
هل الحياة تستحق كل هذه المعاناة ؟
هل هذه هي الديموقراطية والمساواة ؟
سأنتظر بل سننتظر ...رغم الأنين و الآهات .

منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
^^^^^^المتسوله^^^^^^
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الأخت المسلمة :: (¯`·._.·( منـتـديات ثقافية )·._.·°¯) ::  «۩۞۩- القصص والروايات -۩۞۩»-
انتقل الى: