أداب النية للمسلم

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعينا


أداب النية

يؤمن المسلم بخطر شأن النية وأهميتها لسائر أعماله الدينية والدنيوية أذ جميع الاعمال تتكيف بها وتكون بحسبها فتقوى وتضعف وتصح وتفسد تبعا لها وأيمان المسلم هذا بضرورة النية لكل الآعمال ووجوب أصلاحها مستمد أولا من
//قول الله تعالى :وما أمروا الا ليعبدو الله مخلصين له الدين (البينه 5) وقوله سبحانه وتعالى :قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (الزمر11)

وثانيا من أقوال المصطفى عليه الصلاة والسلام ""أنما الآعمال بنيات وأنما لكل أمرئ ما نوى""وقوله صلى الله عليه وسلم ""أن الله لاينظر الى صوركم وأموالكم وأنما ينظر الى قلوبكم وأعمالكم ""
فالنظر الى القلوب نظر الى النيات أذ النية هى الباعث على العمل والدافع أليه

ومن قوله صلى الله عليه وسلم ""من هم بحسنه ولم يعملها كتبت له حسنه "" فبمجرد الهم الصالح كان العمل الصالحا يثبت به الاجر وتحصل به المثوبة وذلك لفضيلة النية الصالحة

ومن قوله صلى الله عليه وسلم ""الناس أربعة :رجل آتاه الله عز وجل علما ومالا فهو يعمل بعلمه فى ماله ،فيقول رجل لو آتانى الله الله تعالى مثل ما آتاه الله لعملت كما عمل ،فهما فى الاجر سواء ،ورجل آتاه الله مالا ،ولم يؤته علما فهو يخبط فى ماله ، فيقول رجل لو آتانى الله مثل ما آتاه عملت كما عمل ، فهما فى الوزر سواء ""

فأثيب ذو النية الصالحة بثواب العمل الصالح ،ووزر صاحب النية الفاسدة بوزر صاحب العمل الفاسد ، وكان مرد هذا الى النية وحدها

ومن قوله صلى الله عليه وسلم ""وهو بتبوك :أن بالمدينة أقواما ما قطعنا واديا ولا وطئنا موطئا يغيظ الكفار ،ولا أنفقنا نفقة ، ولا أصابتنا مخصمة الا شركونا فى ذلك وهم بالمدينة :فقيل له كيف ذلك يا رسول الله؟فقال : حبسهم العذر:فشركوا بحسن النية . فحسن النية أذا هو الذى جعل غير الغازى فى الاجر كالغازى وجعل غير المجاهد يحصل على أجر المجاهد

ومن قوله صلى الله عليه وسلم ""أذا التقى المسلمان بسيفينهما فالقاتل والمقتول فى النار""،فقيل يارسول الله هذا القاتل ،فما بال المقتول ؟ فقال "لآنه أراد قتل صاحبه" فسوت النية الفاسدة والارادة السيئه بين القاتل مستوجب للنار وبين مقتول لولا نيته الفاسدة لكان دخل الجنه


ومن قوله علية الصلاة والسلام ""من تزوج بصداق لا ينوى أداءه فهو زان ،ومن أدان دينا وهو لاينوى قضاءه فهو سارق""فالبنية السيئة أنقلب المباح حراما ،والجائز ممنوعا ،وما كان خاليا من الحرج أصبح ذا حرج

كل هذا يؤكد ما يعتقده المسلم فى خطر النية وعظم شأنها ،وكبير أهميتها فلذا هو يبنى سائر أعماله على صالح النيات ،كما يذل جهده على أن لايعمل عملا بدون نية ، أو نية غير صالحه ، أذ النية روح العمل وقوامة ،صحته من صحتها وفسادة من فسادها ، والعمل بدون نية صاحبه مراء متكلف ممقوت .



وكما يعتقد المسلم أن النية ركن الاعمال وشرطها ، فأنه يرى أن النية ليست مجرد لفظ باللسان (اللهم نويت كذا) ولا هى حديث نفس فحسب بل هى أنبعاث القلب نحو العمل والموافق لغرض صحيح ،من جلب النفع ،أو دفع ضر حالا ،أو مالا ،كما هى الآراة التوجهة تجاه الفعل لابتغاء رضا الله ،أو أمتثال أمره.


والمسلم أذ يعتقد أن العمل المباح ينقلب بحسن النية طاعته ذات أجر ومثوبة وأن الطاعة أذاخلت من نية صالحة تنقلب معصية ذات وزر وعقوبة ،لايرى أن المعاصى تؤثر فيها النية الحسنة فتنقلب طاعة ،فالذى يغتاب شخصا لتطيب خاطر شخص آخر هو عاص لله تعالى لا أثم تنفعه نيته الحسنه فى نظره،والذى بنى مسجدا بمال حرام لا يثاب عليه ،والذى يحضر حفلات الرقص والمجون ،أو يشترى أوراق اليانصيب بنية تشجيع المشاريع الخيرية ،أو لفائدة جهاد ونحوه ، هو عاص لله تعالى أثم مأزور غير مآجور والذى يبنى القباب على القبور الصالحين ،أو يذبح لهم الذبائح ،أو ينذر لهم النذور بنية محبة الصالحين هو عاص لله تعالى أثم على عمله ، ولو كانت نيته صالحة كما يراها ،أذ لا ينقلب بالنية الصالحة طاعة الآ ما كان مباحا مأذونا فى فعله فقط ،أما المحرم فلا ينقلب طاعة بحال من الآحوال.


تم نقل هذا الموضوع من كتاب (منهاج المسلم)لفضيلة الشيخ/أبو بكر الجزائرى