طائر النورس مشرف عام
عدد الرسائل : 1057 العمر : 43 الموقع : الاخت المسلمة العمل/الترفيه : الروايات والشعر المزاج : تمام منتديات ا : تاريخ التسجيل : 04/07/2008
| موضوع: آدم وحواء.. والضيف المنتظر الجمعة 21 نوفمبر 2008, 12:01 am | |
| آدم وحواء.. والضيف المنتظر يقع آدم وحواء في الحب، ومثل كل القصص السعيدة، يقرران تتويج هذا الحب بالزواج، وتأسيس أسرتهما الخاصة بهما. وتنتقل حواء إلى بيت الزوجية، لتعيش مع آدم حياة حلوة وسعيدة. وتسير الأمور في البدء على ما يرام، ثم ومع مرور الوقت يبدأ كل منهما بملاحظة أشياء لم تلفت انتباهه من قبل، وتبدأ بعض الاختلافات، صغيرة كانت أم كبيرة، بالظهور شيئا فشيئا. ويمر آدم وحواء في البدء، ومثل بقية كل الأزواج في كل مكان، في مرحلة هامة مليئة بالتحديات، فالزواج الناجح هو اتحاد بين اثنين، ولكن مع المحافظة على مزايا شخصية كل فرد منهما. هناك اختلافات أساسية بين الرجل والمرأة، تتحكم في طريقة تفكير كل منهما، وتجعل كل جنس وكأن له لغته الخاصة به. ولكي نتفاهم بطريقة أفضل علينا أن نتعلم لغة الجنس الآخر، وبذلك نستطيع تجنب العديد من المشاكل. إلمام الزوجين بهذه الاختلافات الأساسية، وتعلم كل منهما لغة شريكه، ضروري جدا للوصول إلى قرارات مشتركة ترضي كلا منهما، وكذلك لتجاوز العواصف، أو ربما الأعاصير التي قد تلوح في طريق سفينة حياتهما الزوجية، وتهدد سلامتها، وقد شرحت ذلك بالتفصيل في كتاب "قاموس الآخر". ثم وفي أحد الأيام، تبشر حواء آدم، والفرح يغمرها، بأنها تحمل في داخلها ثمرة حبهما. ويعلنان الخبر السار، وتنهال عليهما التهاني والمباركات من الأهل والمقربين. وتتسلط أضواء الاهتمام على حواء الحامل! ويبدأ الجميع يسألون عنها وعن صحتها، وعن وزنها، ويستفسرون عن طعامها، وكيفية نومها وجلوسها ولباسها، بل ويسألون حتى عن نوعية حذائها وارتفاع كعبه! وتنهال عليها النصائح القيمة أو غير القيمة من أكثر الإناث اللواتي خبرن تجربة الحمل قبلها. وقد تتطوع إحداهن بإعطائها نصيحة غريبة لم تكن لتخطر على بال الأم الحامل أبدا، وهي ألا تحزن إذا ما كان الجنين أنثى! وتنشغل حواء الحامل بنفسها وهي تلاحظ جسدها يتغير ويتكور وملابسها تضيق عليها. وتبدأ في التطلع إلى اليوم الذي يبدأ فبه الجنين بالحركة، وقد تبدأ بمحادثته كما ينصح بعض الإخصائيين، وذلك لزيادة ذكاء الطفل، فقد أظهرت البحوث، أن عقل الجنين يتنشط عندما تتكلم معه أمه واضعة يدها على بطنها، فيمكن أن تصف له مثلا ماذا تفعل أو ماذا تلبس أو مكان جلوسها وغير ذلك، ويمكن للأب أيضا أن يشارك في هذه الأحاديث، فيصبح الأمر أكثر متعة، فلا تستغرب إذا ما رأيت إحدى الحوامل وزوجها وهما منهمكان بالتحدث إلى الجنين! ويحاول آدم أن يشارك بعض الشيء في هذا الأمر الغامض، فهو يريد أن يكون جزءا من هذه التجربة المثيرة التي تمر بها حواء والتي لولاه لما مرت بها أصلا، ولكنه يجد أنه لا يزيد عن كونه متفرجا فقط! ويبدأ الشعور بالقلق يتسلل إلى آدم، وتختلف درجة حدته من رجل إلى آخر، وقد يتحول هذا القلق عند بعض الرجال إلى شعور بالضيق إلى درجة كبيرة، مما يؤدي إلى تهربهم من البيت. وهناك رجال يحاولون تجاهل هذه المشاعر، أو إخفاءها في أعماقهم وكبتها، والتظاهر بالفرح لمجرد إرضاء الآخرين، مما يولد عندهم مزيدا من التوتر النفسي. ويحين الأوان ويأتي اليوم المنتظر، ويصل الضيف الصغير، أو الضيفة الصغيرة، إلى أحضان أمه وأبيه، اللذين اشتاقا له حتى قبل أن يعرفاه. ولادة هذا المخلوق الصغير دليل للجميع على نجاح العلاقة الزوجية، وهي تساهم بنسج المزيد من الخيوط والعقد ف الرباط الزوجي. وبقدومه يخلق مناسبة فرح يجتمع فيها الأهل والأحباب، وتنهال التهنئات والهدايا على الأم والرضيع، وفي غمرة هذه التطورات الهامة ينسى الجميع دور الأب هنا، فهذه أمور ما زالت تعتبر في مجتمعنا العربي تعد نسائية فقط للأسف! وفجأة يتغير مركز العلاقة الحميمة بين الزوجين، ليصبح هذا الوليد الصغير محور هذه العلاقة، وإن شاءا أم أبيا فهو يفرض نفسه عليهما، وعلى نهج حياتهما ليلا ونهارا. ويتغير الجو في المنزل الهادئ حيث قد يبدد البكاء المتقطع السكون المعتاد، دون أية اعتبارات للوقت سواء أكان في منتصف الليل أم في الصباح الباكر، وكأن هذا الضيف الجديد لا يعلم أن الليل للسكون والنوم، والنهار للنشاط والعمل! ويمارس هذا الديكتاتوري الصغير كل صلاحياته في الرضاعة، متى شاء، وقدر ما شاء، وكيفما شاء، وطالما شاء، ومع ذلك كله يبقى محبوبا! وتفاجأ الأم الجديدة وتذهل عندما ترى هذا الكائن الصغير الضعيف، الذي لا يتجاوز وزنه بضعة كيلوغرامات، يتحكم بها ويسيطر عليها وعلى تحركاتها بل وحتى على لباسها. وينجح هذا الوليد الصغير بالاحتفاظ بمكانته في المركز الرئيس، ويشد أعين والديه إليه، في أي عمل يعمله، مع أنه لا يكون قادرا إلا على عمل القليل الموزع بين الرضاعة والنوم وإخراج الفضلات من جسده! ومع هذا يجد الوالدان في كل عمل يقوم به هذا الديكتاتوري المحبوب سعادة لا تقاس! وبما أن الرجل يعبر عن مشاعره بالحركة، لذا فهو عادة ما يلجأ إلى جهاز التصوير ليسجل هذه اللحظات السعيدة، وغالبا ما يبالغ في التقاط الصور، خاصة مع الطفل الأول، فيجعله النجم الأول في مسلسل حياتهما اليومي! وتصبح الحياة خارج المنزل من شأن الآخرين فقط، حيث يسيطر هذا الصغير على عقل وقلب وجهد أبوية، وكل ما عليه هو أن يبكي لكي ينال ما يريده، فإذا جاع بكي، وإذا عطش بكي، وإذا تعب بكي، وإذا أراد أن ينام بكي، وإذا أراد أن يخرج من سريره بكي! لغة واحدة بسيطة ولكن فعالة! ويعيش الأبوان في مرحلة الطفولة تلك، أياما غالية غنية بالمشاعر، سواء أكانت تلك المشاعر سلبية كالقلق أو التعب أم إيجابية كالحب والسعادة والعطاء والتفاؤل. ويترصد الأبوان أية حركة تشبه الابتسامة، وعادة ما يبدأ الطفل يبتسم بين 6-8 أسابيع، ولكن هذا طبعا يختلف من طفل إلى آخر، وبعد أربعة الشهور الأولى من عمره، يبدأ الطفل يعطي أكبر ابتسامة إلى الشخص الشخص المفضل إليه. وهذا ما يجعل الأبوين يطيران فرحا، فابتسامته دليل مه على رضائه عنهما! والحقيقة التي قد تخيب آمال بعض الآباء والأمهات، أنه وفي البدء، يقوم الطفل بتحريك عضلات وجهه لا بقصد الابتسام، بل لمجرد تحريكها مثلما يحرك أية عضلة أخرى في جسده. ولكن عندما يرى الأهل ذلك يظنون أنه يبتسم لهم، فيفرحون ويهللون، مما يجعل الطفل يكرر تلك الحركة، ليستمتع بمراقبة تأثيرها على أبويه أو على من حوله. عندما يبدأ الطفل يصدر أصواتا ما، قلده وكررها معه، وأفسح له المجال كي يستمع صوته، إلى صوتك او أصوات الآخرين المختلفة. يبدأ الطفل أولا بالحروف الصوتية، ومن ثم يزيد عليها الأحرف الساكنة ويكررها، ويستمتع الطفل بهذه الأصوات التي يصدرها ويتحكم بها، ثم يبدأ يختبر ما لديه من قدرة وطاقة صوتية، فمثلا نجد أنه قد يصرخ فجأة ثم يسكت، أو قد يقرر أن يضحك فجأة ودون أي سابق إنذار! بينما عيناه البراقتان من حوله بترقب! ثم وبناء على رد فعلهم قد يكررها أو لا يكررها. وعادة يبدا الطفل حوالي عمر 8- 10 أشهر يصدر أصواتا مثل دا- ما- نا- تا، وبتكراره هذه الأصوات نسمع دادا- ماما- نانا- تاتا. ويقول أطباء الأطفال: إن تلك الأصوات إنما هي مجرد تمرينات لتدريب الحنجرة، ولا يقصد الطفل بها الإشارة إلى الأم أو الأب أو الجدة أو غيرهم، فهذه الأصوات الأولى عالمية، ويبدأ جميع الأطفال في أنحاء الكون بها، ولكن الأهل هم من يعطيها معاني تشير إليهم، لذا نجد أن اسم الأم واسم الأب متشابه في كل اللغات، فمثلا ماما في العربية، وماما في الفرنسية، مام في الإنكليزية، ماميا في الإيطالية، ما باللغة الفيتنامية، تيتا بالهندية، كذلك اسم الأب: بابا في الفرنسية، داد الإنكليزية، (لأن د من أول الأصوات) وهكذا فكل حضارة استخلصت اسم الأب والأم من الأصوات الأولية. | |
|