السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي فرض على عباده الصيام.. وجعله مطهراً لنفوسهم من الذنوب والآثام..
الحمد لله الذي خلق الشهور والأعوام ..والساعات والأيام ..
وفاوت بينها في الفضل والإكرام .. وربك يخلق ما يشاء ويختار ..
أحمده سبحانه .. فهو العليم الخبير ..
الذي يعلم أعمال العباد ويجري عليهم المقادير لا يعجزه شيء في الأرض
ولا في السماء وهو على كل شيء قدير ..
في السماء ملكه .. وفي الأرض عظمته .. وفي البحر قدرته ..
خلق الخلق بعلمه .. فقدر لهم أقداراً .. وضرب لهم آجالاً ..
خلقهم .. فأحصاهم عدداً .. وكتب جميع أعمالهم فلم يغادر منهم أحداً ..
وأصلي وأسلم على أفضل من صلى وصام ..ووقف بالمشاعر وطاف بالبيت الحرام ..
صلى الله وسلم وبارك عليه ..ما ذكره الذاكرون الأبرار .
. وصلى الله وسلم وبارك عليه ..ما تعاقب الليل والنهار ..
ونسأل الله أن يجعلنا من خيار أمته .. وأن يحشرنا يوم القيامة في زمرته ..
امـلأ الـدنيا شعاعـا
أيـها النـور الحبيـب
اسكب الأنـوار فيـها
مـن بعـيد وقـريـب
ذكـر النـاس عـهودا
هـي من خـير العـهود
قال تعالى: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ } [البقرة:189]،
و قال صلى الله عليه وسلم: « لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه؛ فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له » رواه البخاري،
ومسلم بلفظ "أغمي".
الهلال هو رمز الانقال من زمن الى اخر ...نهاية شهر وبداية شهر اخر ...
وهلال رمضان له اطلاله خاصة وبريق لامع فرمضان زائر وليس كأي زائر ...
زائر يطل علينا كل عام .. ولكن هل زيارته لنا كزيارة شهر محرم او شهر صفر او شهر رجب لا ... بل زيارته لها قيمة خاصة وعبير فواح
نعم فرمضان له مكانة خاصه في قلوب محبيه الذين يتطلعون شوقا الى لقياه والتعرض لنفحاته وبركاته ولقد اعتاد الشعراء قديما وحديثا الترحيب بهذا الضيف
يقول الشاعر الأندلسي ابن الصباغ الجذامي احتفالا بمقدم هلال رمضان:
هذا هلال الصوم من رمضان
بالأفق بان فلا تكن بالواني
وافاك ضيفا فالتزم تعظيمه
واجعل قراه قراءة القرآن
صمه وصنه واغتنم أيامه
واجبر ذما الضعفاء بالإحسان
ويقول الشاعر العراقي عبود الطريحي :
أقبل شهر رمضان قم واستعد
لصومه مع التقى والصلاح
شهر به الرحمة قد أنزلت
وكل خير للتقى فيه لاح
أحب لله بأن تكون
تلاوة القرآن عند الصباح
دع الملاهي عنك وادع به
دعا النهار ودعا الافتتاح
أما أديب العربية المصري مصطفى صادق الرافعي فنجده يعبر
عن إحساسه بحلول الشهر الكريم بقوله:
فديتك زائراً في كل عام
تحيا بالسلامة والسلامِ
وتُقْبِلُ كالغمام يفيض حيناً
ويبقى بعده أثرُ الغمامِ
وكم في الناس من كلفٍ مشوقٍ
إليك وكم شجيٍ مُستهامِ
و للأديب الكبير الشاعر عبد القدوس الأنصاري رحمه الله باقة شعرية جميلة
يرحب فيها برمضان، ويصفه بأنه بشرى للقلوب الظامئة
وربيع الحياة البهيج إذ يقول:
تبديت للنفس لقمانها
لذاك تبنتك وجدانها
وتنثر بين يديك الزهور
تحييك إذ كنت ريحانها
فأنت ربيع الحياة البهيج
تنضر بالصفو أوطانها
وأنت بشير القلوب الذي
يعرفها الله رحمانها
فأهلاً وسهلاً بشهر الصيام
يسل من النفس أضغانها
وللشاعر محمد إبراهيم جدع قصيدة شعرية ترحيبية برمضان، يصفه فيها بخير الشهور، ولياليه بأنها مجالس للذكر وترتيل للقرآن، وفيه تتنزل الرحمات من الله العزيز المنان، ويقول فيها:
رمضان يا خير الشهور
وخير بشرى في الزمان
ومطالع الإسعاد ترفل
في لياليك الحسان
ومحافل الغفران والتقوى
تفيض بكل آن
ومجالس القرآن والذكر
الجليل أجل شان
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته