ها أنا امسك بزمام قلمي ليسيل حبره على ورق أرجواني لونه ليدون قصة بالأعماق تغلغلت لتحفر فؤادي ذكرى لها وتلهب حزناّ بداخلي فكلما أنوي السفر تخطر في مخيلتي
فتفزع مرقدي وترعش أطرافي وتجمد ألدماء في عروقي ..
أني أتكلم عن عائله عاشت في رغدٍ ووئام تتسابق لحظات السعادة عليها كشلالّ . لهم أمن تنبض قلبها بالعطاء دون كلل أو ملل وهي تحضن أبنائها السبعة ،في بيتّ تعمه الزهور والحب والتفاؤل وتزين جدرانه صور الذكريات التي تبعث السعادة
ففاجأهم ذات يوم شخص يحدثهم بما يعشقون من السفر فاخبرهم برحلة إلى أحد المدن الجميلة ،أخذ الأبناء يقفزون فرحاً فانقلب لحظات هدوئهم إلى لحظات يدونها الزمن وتتوجها قبلات حارة على رأس إلام للقبول لسفر برحله فلم تترد إلام بكمال فرحت وسعادة أبنائها فقبلت إن يذهبوا،
فذهبوا يرتبون إغراضهم ويعدوها بهدوء والأحلام تشق دروبهم. استيقظوا الأبناء باكراً ليعيشوا فرحتهم من بداية يومهم فعلى الفطور تجمعوا ورشفات السعادة بين عيونهم تنساب فرحا .
ذهبوا بطريقهم لرحله وكانوا يتحدثون ويضحكون حتى انقضت الكيلو مترات بدون أن يشعروا بالملل و تعب سوى الطفلة الصغيرة بكت حتى سيطر عليها النعاس فنامت ،، وصلوا حينها إلى مدينتهم الجديدة وكان الوقت ظهرا أخذت الأم تبحث عن شقة مفروشة وجدتها بعد عناء شديد استأجرتها فنزلوا جميعا يحملون أمتعتهم حتى وصلوا إلى شقتهم ليستريحوا من مشقة الطريق . ذهبت الأم لتأتي بالغذاء من أحد ألمطاعم القريبة فأحضرت أصنافا عديدة لترضي كل واحد ،تناولوا وجبتهم وبعد ذلك ذهبوا للنوم والراحة وفي وقت المساء استيقظوا، وذهبوا للترفيه فمضى سفرهم بأجمل اللحظات ، مر على سفرهم أسبوعين حتى جاء وقت عودتهم إلى مدينتهم بعدما اقتنعوا هدايا تذكاريه .جهز الأبناء أنفسهم للعودة والابتسامة ما زالت تصاحبهم وفي أثناء طريقهم كان البعض في نوم عميق والباقين يقرؤون وعلى المذياع يستمعون غفلت الأم من شدة تعبها عن ألقياده وانحرفت السيارة حتى حصل حادثه لم يتوقعه أحد وتعالت الصرخات وألوان الآهات المدمية حاولت الأم بسرعة أن تتدارك الموقف لكن القدر يمهله لحظه واحده حتى اصطدموا بحافلة دحرجت السيارة إلى حافت الطريق أخذت الصرخات تخف شيئا فشيء فتناثرت الأشلاء ويتطاير الزجاج على جنب الطريق وسيارة كالرميم تبددت ورائحة الدم تبخرت ، وصور الذكريات التي طالما التقطت تشتتت كأوراق الخريف لتدون الدماء عليها مرت دقائق فآذ أفواج من الناس يتجمعون هلعين مذهولين لبشاعة الحادث . ما ينظرون فالصراخ والضوضاء يملأ الأفاق فتعالت كلمة لا.